ما الذي يدفعنا لاختيار طبيب، ويعزز ثقتنا فيه ..؟

أكسجين || رأي الكاتبة الصحفية إيناس احميدة
قد لا نكون مخيرين لكننا غالبا ما نتجه لشخص بعينه، بسبب سمعته وشهرته في مجاله… ما اوقعني في مطب سوء الاختيار …
حيث قررت الانتظار لما بعد عيد الفطر لزيارة استشاري اعتقدته الخيار الأفضل لمتابعة حالتي المستجدة … وهذا ما حدث… حجزت موعدا عبر الهاتف واصرت الفتاة الا أتأخر فالمكان مزدحم ولا تقبل الحالات بعد منتصف النهار… تجهزت بحزمة تحاليل كنت قد اجريتها، اعتبرتها ضرورية للتشخيص …
ما حدث كالتالي … قاعة مزدحمة وأخرون يتوافدون… بعض الربكة في مناداة من عليه الدور مع تزايد العدد، لكن اللافت ان المرضى لا يستغرقون وقتا داخل غرفة الكشف..
مر النهار وانا انتظر دوري مريض داخل وآخر خارج بشكل روتيني لا يكسره سوى صياح الاستشاري لعاملة الاستقبال مرددًا نفس العبارة:” اللي بعده هيا”…لتصيح بدورها منادية الاسم التالي في القائمة…
جاء دوري ودخلت .. وما ان هممت بتعديل الكرسي المقابل لطاولة الطبيب حتى بدأ بالصراخ بشكل مفاجىء طالبا مني الابتعاد وارجاع الكرسي للوراء … ملوحًا بكلتا يديه:”غادي غادي زيدي غادي”…!!!
لا اخفيكم، صدمت من تصرفه وقررت الوقوف والمغادرة لكن وقع الأمر اقعدني في حالة صدمة… عجزت فيها عن التصرف…دخل في الموضوع مباشرة، وبسلاسة معتادة وكأن ما حدث مبرمج وطبيعي، بدأ في سؤالي بشكل آلي هذه اول زيارة ما الذي دفعك لزيارة وبعض الاسئلة الروتينية … مددت ما بيدي من أوراق وهممت بالإجابة ، لكنه باغتني بردود عامة، اعيدي التحاليل واستبدلي الدواء وحملني مسؤولية ما انا عليه بعجرفة واستهزاء وسلمني بعض الإرشادات المعدة سلفًا ، وحدد موعدًا للمراجعة.
لملمت أوراقي وقررت الا أقابل وجهه مرة أخرى … ثقافة طبيب المستشفى الحكومي والتعامل مع المرضى وكأنهم نسخة واحدة دون خصوصية وتمهل واحترام، لم يعد مقبولا … خصوصا عندما تتجاوز فاتورة الكشف الخمسين دينار يا استشاري!!!
لذلك سأعمل على الابتعاد على كل ما يلمع