إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تحظر الصبغة الحمراء رقم 3 في الأغذية والمشروبات بحلول 2027
أكسجين || تقوى البوسيفي
الصبغة الاصطناعية المرتبطة بالسرطان تُقصى من الأسواق بعد عقود من النقاش
في خطوة طال انتظارها، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) حظر استخدام الصبغة الحمراء رقم 3، وهي صبغة غذائية اصطناعية لطالما اُستخدمت في آلاف المنتجات الغذائية والمشروبات والأدوية المبتلعة. القرار جاء استجابة لعريضة قُدّمت عام 2022 من قبل منظمات مدافعة عن الصحة العامة، وسط أدلة تربط هذه المادة بخطر الإصابة بالسرطان في ذكور الفئران المختبرية.
الحظر وموعد التنفيذ
سيُطبق الحظر الفيدرالي بالكامل بحلول عام 2027، مما يمنح الشركات الوقت الكافي لإعادة صياغة منتجاتها باستخدام بدائل آمنة. ويأتي هذا القرار بعد خطوات مشابهة اتخذتها ولايات مثل كاليفورنيا التي أصدرت قانوناً يمنع استخدام الصبغة الحمراء رقم 3 إلى جانب مواد مضافة أخرى.
الصبغة الحمراء رقم 3: مخاطر صحية موثقة
الصبغة الحمراء رقم 3، والمعروفة علمياً باسم “إريثروسين”، تُستخدم منذ عام 1907 لإضفاء لون أحمر زاهي على الحلويات والمشروبات والحبوب. ورغم حظر استخدامها في مستحضرات التجميل عام 1990 بسبب ارتباطها بالسرطان، إلا أنها بقيت في الأطعمة والمشروبات والأدوية المبتلعة.
أوضحت إدارة الغذاء والدواء أن الدراسات التي أثبتت تأثيرات الصبغة المسرطنة أُجريت على ذكور الفئران، مضيفةً أن مستويات التعرض البشرية أقل بكثير. ومع ذلك، أكدت جماعات حماية المستهلك أن هذا لا يعفي الصبغة من مخاطرها الصحية، خاصة مع تزايد الأدلة حول تأثيراتها على الأطفال، مثل زيادة أعراض فرط النشاط والسلوكيات المتعلقة بالانتباه.
الصبغة الحمراء رقم 3 في الأسواق الأمريكية
تُستخدم الصبغة الحمراء رقم 3 في أكثر من 9,200 منتج غذائي أمريكي، تشمل الحلوى الشهيرة والمشروبات الغازية. ومع صدور القرار، بدأت بعض الشركات مثل “Ferrara” و”Just Born” بإزالة هذه المادة من منتجاتها، مع التحول إلى بدائل طبيعية مثل البنجر والكركم.
ما يمكن للمستهلكين فعله
ينصح الخبراء بفحص ملصقات المنتجات بحثاً عن مكونات مثل “FD&C Red #3” أو “صبغة حمراء رقم 3”. كما يمكن تقليل التعرض لهذه المادة من خلال تجنب الأطعمة المصنعة التي غالباً ما تحتوي على ملونات صناعية.
خطوة نحو نظام غذائي أكثر أماناً
أشاد المدافعون عن سلامة الغذاء بهذا القرار، واصفين إياه بالخطوة المتأخرة ولكن الضرورية. ويرون أن هذه القضية تسلط الضوء على التحديات الأوسع في تنظيم سلامة الإضافات الغذائية، داعين إلى مراجعة شاملة لممارسات إدارة الغذاء والدواء لضمان حماية صحة المستهلكين.
وفقاً لتوماس جاليجان، كبير العلماء المعنيين بالإضافات الغذائية في مركز العلوم في المصلحة العامة (CSPI): “الصبغة الحمراء 3 ليست سوى أداة تسويقية لجذب المستهلكين. حظرها يثبت أن الوقت قد حان لإعادة التفكير في استخدام الإضافات الاصطناعية.”
مع اقتراب موعد تطبيق الحظر، تُتاح للمستهلكين فرصة أكبر للاختيار الواعي، بينما يستعد المصنعون لتبني بدائل صحية تضمن سلامة الأغذية والمشروبات في الأسواق الأمريكية.
إعداد : تقوى حسين البوسيفي
